[تفسير الايات( 73:67 )من سورة البقرة للشيخ محمد حسان ]

قصة البقرة التى سمية سورة البقرة بأسمها .
هذه القصة التى تبين بجلاء طبيعة بنى إسرائيل من التشدد والتعنت وتمحل الاعزار وتلمس الحجج وقلة الاجلال والتوقير لنبى الله موسى
وتبين أنقطاع الصلة بين قلوبهم وحلاوة الايمان بالغيب ولذة الثقة فى الله .
وتبين ايضا قصة البعث وأنه أمر يسير هين على الله سبحانه وتعالى .
ويذكر القرآن قصة البقرة بأسلوبه الفذ المبدع الذى يؤخذ بمجامع القلوب لكن على غير نمط القصص القرآنى .
فبدون مقدمات كما هو معتاد فى كتابة القصص يفاجانا الله تعالى بقوله ووغذ قال موسى لقومه ........الايات


وبداية القصة :انه كان رجل من بنى إسرائيل وكان غنى ولم يكن له ولد ,وكان له قريبا وارث .فقتله ثم ألقاه على مجمع الطريق ثو أتا نبى الله موسى وقال ان قريبى قد قتل وقد اصابنى فيه ,ولا اجد غيرك ليبين لى من القاتل ,فقام نبى الله موسى فى الناس يقول :أنشد الله فيكم من كان عنده علما بهذا فليبينه ؟فلم يجبه أحد
ثم أنا ثانية وقال يا نبى الله أسأل ربك من القاتل فسأل موسى ربه فقال أمر قومك ان يذبحوا بقرة .

(وإذ قال موسى لقومه )
نسب القوم الى موسى ونسب موسى الى القوم وهذا دليل على القرب والحميمية والاخلاص فى نصح موسى لقومه .

(إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة )
لم يقل موسى انا أمركم ان تذبحوا بقرة حتى لا يتعنت القوم وهذه طبيعتهم
ولو كان الامر من موسى عليه السلام لوجب على القوم الطاعة

(قالوا أتتخذنا هزوا )
رد القوم ردا عجيبا كأن ردهم سفاهتا وسوء أدب وجرائتا .بل وأتهموا نبى الله موسى اتهاما سافرا جريئا
فهم يقولون ما علاقة ذبح البقرة بالقتيل الذى جأناك نسألك عنه

(أتتخذنا هزوا)
استفهام حقيقى وليس مجازى
لانهم يظنون ان ذبح البقرة ليس لها علاقة بالقتيل

(هزوا)
مصدر وقع موقع المفعول به [أتتخذنا مهزوءا بنا]

(قال اعوذ بالله ان أكون من الجاهلين )
تبرء موسى من هذا القول
(أعوذ بالله)
اى اعتصم بالله ان اكون من اولى الجهل الذين يجهلون قدر الله وجلاله سبحانه

وكان هذا كافيا ان يعود القوم الى رشدهم ويذبحوا اى بقرة استجابة لامر الله وامر نبيهم


(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى )
قالوا ادع لنا ربك ولم يقولوا ادع لناربنا وكأنه سبحانه رب موسى وحده .
وكأن القضية قضية موسى وربه
والذى يشدد على نفسه حتما يشدد الله عليه


(قال انه يقول انها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بيب ذلك فافعلوا ما تؤمرون )
قال :اى موسى
انه يقول :اى رب العزة سبحانه وتعالى
يقول :القول قول ربتا جل وعلا
لافارض :اى انها لية كبيرة هرمتا
ولا بكر :اى وليت صغيرة لم يترقها الفحل
عوان بين ذلك :اى وسط بين المثنة الكبيرة والصغيرة البكر
ففعلوا ما تؤمرون :تحزير من نبيهم ان يذهبوا بلا تأخير ولا تسويف ليذبحوا البقرة

(قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها )
مرة اخرى قالوا ربك ولم يقولوا ربنا
ما لزنها :زيادة فى التكليف والتشدد والتعنت

(قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر النظرين )
قال :اى موسى
انه يقول :ربنا سبحانه وتعالى
بقرة صفراء فاقع لونها :اى شديدة الصفرة
تسر الناظرين :السرور حالة نفسية تملأ القلب بالارتياح والرضا عن المنظور اليه او المفروح به